كان هناك رجل أعمى... لا يبصر شيئا
وقد كان له زوجة يحبها وابن يحبه وصديق ايضا يحبه جدا
وكان سعيدا الا من منغص واحد وهو عيناه اللتان لا يستطيع ان يبصر بهما..
سمع ان هناك طبيب عيون مشهور سيأتي الى البلدة . وحالما أتى ذهب اليه...
أعطاه الطبيب قطرة لعينيه وقال له ان يستخدمها ومع الوقت سيبصر ..
وان بصره سيعود فجأة ومرة واحدة استخدم هذا الرجل القطرة..
على امل ضعيف هو ومن حوله بان يرجع اليه ابصاره..
وبيوم من الايام رجع اليه بصره فعلا فجاة...
ليقوم من مكانه فرحا مسرعا لاخبار زوجته وابنه دخل الى غرفته
ليرى ابنه يسرق نقودا من صندوق الاب الخاص..
ودخل الى الغرفة الاخرى ليرى زوجته وهي تخونه مع صديقه الوحيد !
ماذا فعل؟
ذهب واخذ مسمارا وفقع عيناه ليعمى من جديد..
وهو يصرخ بان هذا الطبيب ساحرا وليس طبيبا
ورجع الى سعادته التي الفها والى حياته ووضعه الذي كان به سعيدا...
لم يكن الطبيب بساحر.....
ولم يكن الواقع ليتغير ولكن اقتناع هذا الانسان بالسعادة التي كان
بها هي القناعة التي يريدها والتي لا يريد تصديق غيرها. اذا كانت هذه القصة خيالاً ...
واذا كان الواقع فيها لا يمكن طبعا ان يقبله او ينكره اي انسان مثل ما انكره بطل قصتنا ولكن...
ربما هناك امور كثيرة في حياتنا ووقائع لا نريدها..
وربما لو بحثنا عن قطرات للقلب لراينا الكثير ...
ولكن لماذا نبحث عن هذه القطرات ما دمنا سعيدين بما نحن عليه!
ولماذا نفتش عما يمكن ان يكون عاملا يدمر سعادتنا او ينهيها ان نعيش بما لدينا
من ابصار لسعادتنا ونستغل هذه السعادة هو الاجمل حتى لا نضطر لفقدانها بايدينا .......